
محمد عبدالرحمن
١٤ ديسمبر ٢٠٢٥
هل تعلم أن رسالة النبي ﷺ هذه التي أرسلها إلى هرقل إمبراطور الروم وصلت في النهاية إلى يد ملك الأردن عبد الله الاول بن الشريف الحسين؟!
لكن الغريب أن هذه الوثيقة النفيسة التي لاتقدر بثمن (سواء بالنسبة للمسلمين أو لأي إنسان مهتم بالتراث والآثار)، تسللت إلى إحدى جواري عبدالله الاول، التي حملتها معها ورحلت إلى سويسرا، وهناك باعتها لأحد أمراء أبوظبي! وعندما بلغ الخبر حفيده “الملك حسين”، سعى جاهداً لاستعادتها حتى رجعت إلى الاردن ووضعت بالمتحف في المسجد المسمى على اسمه بـ عمّان.
هكذا تتوالى غرائب الملوك في كل صفحة من التاريخ!
فهذا عبد الله الأول—الذي ارتبط اسمه بتسليم فلـ، W طين ونال عن استحقاق لقب خائن القدس—كان يودع إرثاً نبوياً وتاريخياً بهذه القيمة لدى جارية من جواريه!
والمثير للسخرية أنّ تلك الجارية استطاعت أن تهرّب رسالة النبي خارج البلاد، وتصل بها إلى سويسرا، ثم تعرضها للبيع وكأنها شيء عابر! في حين أن كل المسلمين اليوم لو وقعت بأيديهم حفنة تراب تمس أثر النبي ﷺ لما باعوها بكنوز الدنيا. ولكن الجارية لم تكن سوى صورة من سيّدها الخائن: هو فرّط في الأرض المقدسة، وهي فرّطت في الوثيقة المقدسة!
وهذا ليس مستغرب على من حاصر المدينة المنورة بالتعاون مع الضباط الانجليز والفرنسيين لمدة عامين حتى اجبر أهلها على تناول الجراد، وتخابر مع الانجليز لاطلاق تمرد أبيه الخائن (الثورة العربية) ضد الخلافة العثمانية في الحجاز لدعم الغزو البريطاني للبلاد العربية، وتآمر ضد العرب في حرب 48 بشتى الطرق.
ولا تظن أن الملك حسين—الذي استعاد الرسالة—كان مختلفاً عمّن سبقه؛ كل ما فعله أنه أراد إسكات الفضيحة. أما النهج فواحد: فقد خسر المسجد الأقصى والضفة الغربية كلها بلا قتال عام 1967، ثم أعلن التخلي عنها نهائياً في “فك الارتباط” سنة 1988! وقد ذهب بنفسه ليبلغ العدو بخطة العرب في 1973! كما اعترف بنفسه في احدى لقائته وثبت ذلك بالوثائق فيما بعد.
المصدر: كتاب الوثائق السياسية للعهد النبوي للعلامة محمد حميد الله.



