
عزة قناوي
في عالم المال، لا تُصنع الثروات فقط بالأفكار، بل بالقدرة على التوسع والانتشار والسيطرة على السوق. هذه القاعدة تجسدها بوضوح عائلة والتون، التي تتصدر قائمة أغنى عائلات العالم للعام الجاري، بثروة تجاوزت لأول مرة نصف تريليون دولار.
من متجر صغير إلى إمبراطورية عالمية
تعود قصة عائلة والتون إلى عام 1950، عندما انتقل سام والتون وزوجته هيلين إلى مدينة بنتونفيل بولاية أركنساس الأمريكية، حيث افتتح سام متجرًا بسيطًا متعدد الأقسام. لم يكن في الحسبان آنذاك أن هذا المتجر سيكون النواة لأكبر شركة تجزئة في العالم.
اعتمد سام والتون على مبدأ بسيط لكنه ثوري: البيع بأسعار منخفضة مع هوامش ربح صغيرة وتعويض ذلك بالحجم الكبير للمبيعات. هذا النموذج غيّر قواعد تجارة التجزئة في الولايات المتحدة، ثم في العالم.
وول مارت بالأرقام
- الإيرادات: 681 مليار دولار في آخر سنة مالية
- عدد المتاجر: أكثر من 10,750 متجرًا حول العالم
- عدد العملاء: 270 مليون عميل أسبوعيًا
- حصة العائلة: نحو 44% من أسهم الشركة
هذه الأرقام تفسّر لماذا تُعد وول مارت العمود الفقري لثروة عائلة والتون، وأساس تصدّرها للقائمة العالمية.
ثروة غير مسبوقة
بلغت ثروة عائلة والتون في 2025 نحو 513.4 مليار دولار، لتصبح أول عائلة في التاريخ تتجاوز هذا الحاجز. ويعكس هذا الارتفاع الأداء القوي لأسهم وول مارت، إضافة إلى توسعها في التجارة الإلكترونية وسلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية.
انتقال هادئ بين الأجيال
تنتمي العائلة حاليًا إلى الجيل الثالث من الإدارة والملكية. وفي عام 2024، تنحى روب والتون، نجل المؤسس، عن مجلس إدارة وول مارت بعد 46 عامًا، في خطوة اعتُبرت تتويجًا لانتقال منظم للسلطة داخل العائلة، بعيدًا عن الصراعات التي تشهدها عادة الإمبراطوريات العائلية الكبرى.
فى النهاية
قصة عائلة والتون ليست مجرد قصة ثراء، بل نموذج اقتصادي يؤكد أن الحجم، عندما يُدار بكفاءة، يصنع نفوذًا يتجاوز المال. وفي زمن تتقلب فيه الأسواق، لا تزال هذه العائلة تثبت أن السيطرة على الأساسيات قد تكون أقوى من أي مغامرة مالية.



