العالمسياحةمصر النهاردةمنوعات

القصة الكاملة لبولي قواد الملك!

محمد عبدالرحمن

١٠ ديسمبر ٢٠٢٥

بوللى كهربائى القصر الذى تحول إلى قواد الملك فقد كان بوللي لا يكل ولا يمل من تمشيط الأندية الليلية بالقاهرة والإسكندرية لكي يجلب لفاروق ما يروق له من أصناف النساء ولم يترك بولي ركنا في مصر دون أن يبحث فيه عن امرأة يقدمها للملك حتى بيوت الدعارة من أجل أن يكسب رضا ملكه وصديقه ذلك الرضا الذي اتخذ شكل قطعة مجوهرات ثمينة مقابل كل امرأة تنال الرضا.أصبح فاروق يهوى اقتناء كل أنواع النساء تماما مثل هوايته اقتناء الأشياء من زجاجات الكوكاكولا الفارغة إلي العملات والآثار المصرية القديمة والأعمال الفنية الأوروبية لقد كان فاروق شديد الرغبة في أن يجرب كل شيء وعندما بدأت العلاقة الزوجية بينه فاروق وبين زوجته الملكة فريدة تسوء بعد مولد الأميرة فادية عام 1943 اشتكت فريدة للسطانة ملك أرملة السلطان حسين كامل من أن أعضاء الحاشية الايطاليين يسهلون لزوجها معرفة السيدات الاجنبيات في السهرات التي يقيمونها خارج القصر والتي تستمر ساعات متاخرة من الليل وغمر البؤس حياة فريدة وتجاهلها الملك بعد اتهامها له بأنة زير نساء
وكان فاروق برئ من اتهامات الملكة فريدة بعقده وعلاقاته النسائية المتعددة والسبب … أنه كان مريضا بضعف خلقي وغدده الجنسية لا تعمل ولا تؤدي وظائفها كما يجب منذ صغره.. حتى أن أباه الملك فؤاد فكر فى اجراء عملية لإعادة النشاط للغدد الخاملة وهو في سن الصبا.
وتردد سؤال وقتها حول حالة فاروق المرضية .كيف أنجب البنات الثلاث وولي العهد والأجابة وصفها الأطباء بأن فاروق لم يكن عقيما ولكنه كان يفتقد لمقومات الشباب و قد أثارت حالته المرضية اهتمام السلطات البريطانية بعد ان تولي العرش خشية انعكاس هذا العيب على حالته العقلية…
ووضع البروفسير البريطاني ك.هنري وكان قد سبق أن اجري الكشف عليه عندما كان يدرس فى لندن تقريرا عن حالته المرضية جاء فيه أن هذا الخلل لم يكن طارئا ولكنه كان يعود لفترة ما قبل الزواج وحاول بوللي علاجه بطريقته الخاصة فقدم له العديد من النساء بل كان يتطوع بالاتصال بأي امرأة تروق له و يصر على إحضارها بأية طريقة لتقضي معه السهرة وتتقاضي مقابلها بشرط أن تكتم سر حالة فاروق وبعد طلاق فريدة احتفل بالطلاق فى الاوبرج حيث رقصت أمامه سامية جمال عارية وعندما سمع أنها على علاقة بفريد الأطرش قرر خطفها منه و دعاها لترقص أمامه في ملهى دوفيل بفرنسا. وفى عام 1950 سافر الى دوفيل تحت اسم مستعار فؤاد باشا المصري حتى يتمكن من إطلاق حريته بعد أن بدأت الصحف وخاصة المعارضة مهاجمة تصرفاته.وحجر له سكرتيره كريم ثابت جناحا فى فندق دي جولف يضم 15 غرفة يمارس فيها حياته بحرية دون مطاردة من الصحفيين.
وانكشفت الشخصية الحقيقية لفاروق بعد فترة و أصبحت حياته السرية مادة خصبة للصحافة المصرية والاجنبية شهورا طويلة. ولعبت الصدفة وحدها الدور الأكبر فى دخول الإيطالى أنطوان بوللى الى دوائر السلطة وإفساد الحياة داخل الوطن وإفساد الملك ذاته وكان بوللى وهو الرجل الذى لعب دورا كبيرا فى حياة الملك فاروق نظرا لارتباط الأخير به للدرجة التى جعلت الملك فاروق يقول للأميرالاى جلال علوبه قائد يخت المحروسة انا فى غاية الحزن لأن بوللى لم يسافر معى فأنا أحس كأننى فقدت قطعة من قلبى إننى لا أعرف ماذا أفعل بدونه هكذا خرجت تلك الكلمات من فاروق والدموع فى عينيه يوم رحيله من مصر بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 وبوللي من مواليد أحد أحياء ميلانو الفقيرة في عام 1908 وكان ترتيبه الثالث بين 7 أشقاء وعندما بلغ الـ15من عمره التحق بالمدرسة البحرية الإيطالية لكنه غادرها بعد أن عارض شقيقه الضابط البحري لأنه مازال صغيرا لا يمكنه تحمل أهوال البحار فعمل بعدها بإحدى شركات الكهرباء لمدة عامين وفي عام 1930 قرر الإيطالي الطامح الرحيل إلى مصر سعيا وراء الامتيازات التي ينالها الأجانب تحت سطوة الاحتلال الإنجليزي وبمعاونة بعض الأصدقاء وجد عملا في إحدى شركات الكهرباء كلفته بأعمال كهربائية بسراي المنتزه الملكية وهناك تقرب من كبار رجال القصر الذين عينوه براتب 15 جنيه شهريا. وخلال فترة قصيرة استطاع مصادقة ولي العهد الأمير فاروق والاستيلاء على عقله بألعاب كهربائية مسلية وتعليمه الكهرباء واللاسلكي فارتفع راتبه إلى 25 جنيه شهريا دفعة واحدة وكاد أن يطرد من القصر بعد سفر فاروق إلى لندن للتعلم لكن وساطة الأميرة فايزة شقيقة الملك فاروق حالت دون ذلك.
بعد عودة فاروق من الخارج ملكا على مص توسعت مهام صديقه الإيطالي في القصر وأصبح مسئولا عن توزيع التدفئة ونقل النجف وتغييرها وتصليح الأباجورات وتوطدت علاقتهما كثيرا بعد زواج فاروق من الملكة فريدة بعد أن نجح بوللي في كسر ملل الملك بسهراته الخاصة جدا ، وأدى وظيفته بنجاح كبير وكان ينادي فاروق باسم شيري وفاروق يناديه بلبل وكان يعرف بوللي وقتها ضمن الحاشية بالقواد الرسمي للملك كسب بوللي ثقة فاروق، حتى أصبح مديرا لأعماله وأنعم عليه برتبة البكوية وأصبح يقيم في الغرفة المجاورة له في القصر وكان بوللي يلازم فاروق كظله حتى أن السفير البريطاني لورد كيلرن استاء من مصاحبة بوللي للملك حتى عندما خرج لمشاهدة مناورات الأسطول البريطاني ورغم ذلك ظل بوللي هو الملك غير المتوج كما جرى استثناء بوللي من الإعتقال ابن الحرب العالمية اثانية حين كانت القوات الإيطاليه تغير طائراتها على مدينة الإسكندرية قبل هزيمة روميل تم اتهام بوللي في قضية الأسلحة الفاسدة عام ١٩٤٨ وكان من الطبيعي أن يبرأ وأصبح مركزه في القصر وكأنه دويلة صغيرة ضمت الأسرار الملكية وبعد 1952تقرر خروج فاروق من مصر طلب فاروق باصطحاب بوللي معه إلى الخارج ولكن رفض مجلس قيادة الثورة فغادر فاروق البلاد حزينا بدون بوللي وقال الكاتب محمد حسنين هيكل إن الملكة ناريمان زوجة الملك فاروق ذكرت أن الملك فاروق كان يرفض أن يطلع المركب بدون بوللي وكان يريد الاطمئنان على صحته لدرجة أن ذلك ضايقها هي شخصيا وأضافت قلت له إن هذا الرجل أضر بك وأنت في مصر وهيضرك وأنت بره لكن الملك كان متمسكا أن يأخذ معه بوللي ولكن بوللي في هذه الفترة هرب عن القصر وتسلل خارجا من القصر مؤكدة أنها في واقع الأمر هي اللي ساعدت على تهريبه لأنها لم تكن ترغب أن يسافر مع الملك وطلبت من أحد الضباط الحرس التي شعرت أنه كان متعاطفا مع الملك أن يسلم بوللي بأي شكل للقوات المتواجدة خارج القصر لمحاصرته.وقال هيكل إنه يعلم أن بوللي طلب من ضباط الحرس مقابلة اللواء محمد نجيب بحجة أنه يملك معلومات بالغة الأهمية يريد أن يقولها وبالفعل في صباح 27 يوليو 1952 في الوقت الذي كان فاروق يبكي فيه على فراق بوللي كان بوللي ينوي خيانته وأضاف هيكل أنا بنفسي رأيت بوللي يدخل غرفة ومعه اللواء محمد نجيب وزكريا محيي الدين وتقريبا صلاح نصر وبدأ بوللي يحكي تفاصيل مروعة عن اللي كان بيعمله الملك وعن تصرفاته وأسوأ من كدا عن كميات الذهب اللي هربها معه وتابع هيكل الملك فاروق لما عرف اللي حصل وإن بوللي هو من أرشد عنه أظن أصيب بصدمة شديدة
وحكم على بوللي بالسجن 3 سنوات بتهمة التوسط في أمور مخلة قام بها الملك بالإضافة لحيازة بعض المواد المخدرة ليخرج بعدها ليعيش في شقة بمصر الجديدة حتى وفاته وبهذا طويت صفحة الكهربائي الإيطالي البارع في العزف على آلة المندولين والطامح في السلطة والشهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى