محمد عبدالرحمن
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٥
سنة 2021 شركة طيران الإمارات عملت إعلان قلب الدنيا حرفيًا وخلى العالم كله يبص لها باحترام. الإعلان كان بسيط في فكرته لكنه مجنون في تنفيذه. bayّن إن الشجاعة مش كلام… دي فعل.
تخيل كده معايا: واحدة لابسة يونيفورم مضيفة طيران، واقفة لوحدها فوق قمة برج خليفة – أعلى برج في العالم – على ارتفاع يوصل لحوالي 828 متر! يعني تقريبًا قد تلات مرات برج إيفل. مفيش حواليها لا شاشات خضراء ولا خدع سينمائية ولا حتى حبال متعلقة باينة في الكادر… هي واقفة كأنها واقفة على الرصيف قدام بيتها!
الست دي اسمها نيكول سميث لودفيك، ودي مش أي حد، دي بطلة قفز مظلي محترفة وعندها شجاعة مش طبيعية. رغم إن شكلها في الإعلان كان هادي ومبتسمة، بس ورا الابتسامة دي قوة نفسية وتركيز مش موجودين عند أي حد.
نيكول ما طلعتش فوق البرج كده وخلاص، دي اتدربت شهور طويلة قبل التصوير. اتعلمت إزاي تثبت جسمها وسط هوا عالي جدًا، وإزاي تسيطر على أعصابها عشان ماتتهزش من الارتفاع المرعب اللي ممكن يخلّي أي حد تاني ينهار من الخوف.
وطبعًا ماطلعتش فوق القمة بالأسانسير، دي طلعت من جوه البرج عن طريق ممرات ضيقة لحد ما وصلت لأعلى نقطة فيه. هناك لقت منصة حديد صغيرة أوي بالكاد تشيل بني آدم. تحت رجليها دبي كلها ووراها السما، وكل اللي ماسكها عشان ماتقعش كان حزام أمان صغير مخفي مش باين في الفيديو.
ولما الإعلان نزل، ناس كتير قالت مستحيل يكون حقيقي—أكيد خدعة أو جرافيك. لكن الشركة طلعت وقالت: “الإعلان متصور بجد من غير أي مؤثرات”. وده اللي زوّد الضجة عليه وخلى ناس كتير تحترمه أكتر.
الإعلان ده ماكانش مجرد دعاية خطوط طيران… ده كان رسالة. رسالة إن اللي عنده هدف وإرادة حقيقية عمره ما الخوف يوقفه. الناس الشجاعة مش اللي ماتخافش… دول اللي يخافوا ويكملوا برضه.
وما ننساش بطل تاني ورا الكاميرا: المصور اللي طلع معاها فوق البرج وصور المشهد وهو واقف معاها في نفس المكان الخطير. الراجل ده شاركها الرهان على اللقطة التاريخية، وكان جزء مهم جدًا في نجاح الفكرة.
في الآخر، الإعلان ده هيعيش سنين بيتحكى عنه… مش عشان إعلان وبس، لكن لأنه مثال إن الجرأة ممكن تعمل حاج ة ماحدش يتخيلها.
