
محمد عبدالرحمن
٢٤ ديسمبر٢٠٢٥
حكم زوسر في بداية عصر الدولة القديمة، وهو صاحب النقلة النوعية في تاريخ مصر، حيث بدأ عهده فترة استقرار وقوة سمحت بالإبداع المعماري غير المسبوق. اسمه الأصلي “نترخت” ويعني (جسد المعبود).
قبل زوسر، كان الملوك يُدفنون في مصاطب بسيطة من الطوب اللبن. زوسر أراد شيئاً مختلفاً، فبنى هرم سقارة المدرج. هذا البناء لم يكن مجرد مقبرة، بل كان أول بناء حجري ضخم في تاريخ البشرية.
لا يمكن ذكر زوسر دون ذكر وزيره وطبيبه ومهندسه العبقري “إيمحتب”. هو العقل المدبر وراء تحويل العمارة إلى الحجر، وقد كرمه زوسر بشكل غير مسبوق لدرجة أن اسم إيمحتب وُجد منقوشاً على قاعدة تمثال الملك نفسه.
في المتحف المصري، ستجد تمثالاً شهيراً لزوسر جالسًا بوقار، يرتدي رداء الاحتفالات وغطاء الرأس. هذا التمثال عُثر عليه داخل غرفة صغيرة (السرداب) بجوار الهرم، وكان ينظر من ثقبين صغيرين في الجدار ليرى النجوم ويتابع الطقوس للأبد.
كما ترتبط بزوسر “لوحة المجاعة” الشهيرة في أسوان، التي تحكي قصة حلم الملك بعد ٧ سنوات من الجفاف، وكيف قدم القرابين للمعبود “خنوم” ليعود النيل للفيضان مرة أخرى.



