
عزة قناوي
في عالم المال، تُقاس القوة عادةً بحجم الموارد الطبيعية أو النفوذ السياسي، لكن عائلة هيرميس تمثل نموذجًا مختلفًا تمامًا: قوة ناعمة صنعتها الحِرفة والصبر العائلي.
البدايات: حِرفة قبل أن تكون تجارة
في عام 1837، بدأ تييري هيرميس بصناعة سروج الخيول يدويًا للنبلاء الأوروبيين في باريس. لم يكن الهدف آنذاك بناء علامة عالمية، بل تقديم منتج متقن لطبقة تعرف قيمة الجودة.

التحول إلى رمز عالمي
مع انتقال الشركة عام 1880 إلى شارع فوبور سان أونوريه، بدأت هيرميس تتحول من ورشة عائلية إلى اسم مرتبط بالأناقة الفرنسية. وفي 1922، حصل الحفيد إميل هيرميس على حقوق استخدام السحاب حصريًا في فرنسا، ما فتح الباب أمام تطوير المنتجات الجلدية.
الابتكار العائلي
1937: ابتكارسروج الخيول يدويًا من هيرميس.
1984: إطلاق حقيبة بيركين على يد جان لويس دوماس، لتصبح لاحقًا إحدى أغلى الحقائب في العالم.

ثروة محمية بالعائلة
تضم العائلة أكثر من 100 فرد، ومع ذلك تظل السيطرة مركزة داخلها عبر هياكل ملكية معقدة تمنع الاستحواذ الخارجي. وقد فشلت محاولة برنارد أرنو (LVMH) للسيطرة على هيرميس، لتنتهي باتفاق عام 2014 حافظ على استقلال الشركة.
أرقام أساسية
الثروة التقديرية: 184.5 مليار دولار
القطاع: السلع الفاخرة
الموقع: فرنسا
عدد الأجيال المشاركة: 6
هل تعلم؟
أحد ورثة الجيل الخامس، نيكولا بويش، قال إن ملايين الأسهم اختفت بسبب سوء إدارة ثروته، بينما تؤكد الشركة أن الأسهم لحاملها غير قابلة للاسترداد.
في النهاية نؤكد أن هيرميس ليست مجرد دار أزياء، بل مثال نادر على رأسمالية عائلية طويلة النفس، حيث تُدار الثروة ببطء، ويُحمى النفوذ بالقانون والحِرفة، لا بالضجيج أو التوسع المفرط.



