
محمد عبدالرحمن
رجال الإسعاف المصري ينجحون في إنقـ.ـاذ سائحة إسبانية من أعماق هرم سنفرو
جاءت استغاثة إسعافية بوجود مصابة بمحيط هرم سنفرو المنحني بدهشور، ليتم على الفور الدفع بسيارة إسعاف يقودها المسعف أحمد علي حمودة وزميله السائق علي حسن عبد المجيد ولم يدرِ بخلدهما لوهلة أنهما بصدد تحدٍ جديد غير مسبوق، تحدٍ فرضته فنون العمارة لدى قدماء المصريين.
فور وصول رجال الإسعاف لموقع الاستغاثة أسفل الهرم فوجئوا بصيحات استغاثة من مدخل الهرم، والذي يرتفع بضع أمتار عن سطح الأرض ويقود له ممر حجري ضيق، صعد الزميلان وهما يحملان معهما حقائبهما الإسعافية وتجهيزاتهما وكلهم يقين أن الحالة تنتظر عند مدخل الهرم، ليُصدموا فور وصولهم أن الحالة مصابة داخل الهرم
وهناك استحالة في الصعود بها إلى مدخل الهرم. المائل أحد أكبر أهرامات مصر القديمة، الهرم له مدخلان، المدخل الخاص بالزائرين عبارة عن منحدر خشبي يقودك لعمق الهرم بزاوية ميل تقارب 26 درجة وبطول يناهز 80 مترًا وبارتفاع متر تقريبًا وعرض يماثل الارتفاع، يلي ذلك مدرج خشبي مرتفع، حيث كانت تستلقي سائحة إسبانية مصابة باشتباه كسر في القدم جراء سقوطها على ذلك المنحدر الخشبي.
وكعادة رجال الإسعاف بدأوا رحلة النزول 80 مترًا نزولًا بين جدران حجرية وإضاءة خافتة، وكلما ازداد توغلهم في الهرم ازداد شعورهم بنقص الأكسجين، وما إن وطأت أقدامهم أرضية منبسطة حتى وجدوا أمامهم منحدرًا خشبيًا صاعدًا تتوسطه سائحة إسبانية أُصيبت بكسر في القدم أثناء تفقدها للهرم، وبجوارها زوجها الذي تهللت أساريره فور رؤية رجال الإسعاف بمعداتهم وحقائبهم.
وهنا جاء الجزء الأصعب في تلك الملحمة الإسعافية، وهي رحلة الصعود، باشر رجال الإسعاف عملهم بشكل عاجل واستعانوا بالبوردة الصلبة وبالحزام العنكبوتي وعملوا على تأمين السيدة وبدأوا في رحلة الصعود بمساعدة حراس الهرم، وبلا مبالغة كانت رحلة مستحيلة لولا إصرار الجميع على إنقاذ تلك الضيفة التي مثلت زيارتها لمصر اختبارا عمليا لسمات ومعدن أبناء مصر .
رحلة الصعود وصلت لدرجة الزحف في بعض مراحلها لمنع انزلاق السيدة أو المخاطرة بسقوطها، عبر ذلك المنحدر الضيق، رحلة عنوانها لا مجال لالتقاط الأنفاس، رحلة صعود نحو بصيص الضوء الذي يقترب مع كل خطوة يخطوها رجال الإسعاف نحو باب الهرم، رحلة تم تتويجها على عتبات الهرم بنصر إنساني سجله أحفاد الفراعنة من رجال الإسعاف المصري.