محمدعبدالرحمن
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥
وفاة الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى ..
هي من باعت جسدها للصهاينة فكافأها الموساد بإلقائها في دورة مياه
عن عمر يناهز 85 عامًا، في مدينة تل أبيب بإسرائيل، حيث أنها دُفِنَت طبقًا للشريعة اليهودية.بعد معاناتها الطويلة مع مرض الاكتئاب الذي قضى على حياتها ،
هي امرأة مصرية ولدت عام 1937 في مدينة المنيا لأسرة متيسرة الحال، وحصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951.
وعقب اجتيازها مرحلة الإعدلدية بتفوق، اصطحبها والدها لحضور حفل زفاف أحد الأقارب، لتتعرف على شاب
من مدينة العريش وهو «إبراهيم سعيد شاهين»، وعقب عدة أيام تقدم لها وبرغم رفض والدتها لبعد المسافة بين المنيا والعريش، إلا أنها تمسكت به بشدة، وخلال مدة قصيرة تزوجا وانتقلت للعيش معه في العريش.
كواليس تجنيد الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى
وحينها كان يعمل إبراهيم سعيد شاهين مُحاسِب بمكتب مديرية العمل بالعريش، وكانت موظف مغمورًا في بداية حياته كان يرغب بشدة في كسب المال بشتى الطرق سواء كانت الشرعية أو الغير شرعية، إلى أن تم القبض عليه في جريمة رشوة وسُجِن لمدة 3 أشهر، خرج بعدها ليكتشف مدى قسوة الظروف التي تمر به.
في يونيو عام 1967، احتلت دولة الكيان الصهيوني سيناء حينها، وسط هذا المناخ كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بجِهد ساعية لتصيد العملاء، وذلك نظرًا للضغوط المعيشية الصعبة وظروف الاحتلال، وبالفعل نجحت في استقطابه، ولوّح له ضابط الموساد الذي استقطبه بإغراءات ما كان يحلم بمثلها يومًا، نظير إغراقه بالنقود وتأمين حياته وذويه في العريش، ووافق إبراهيم على التعاون مع الإسرائيليين في جمع المعلومات عن مصر، وتسلم – كدفعة أولى – ألف دولار في الوقت الذي لم يكن يملك فيه ثمن علبة سجائر.
وعاد إبراهيم سعيد شاهين لبئر سبع في سيناء ومنذ هذا الوقت تحول رسميًا جاسوسًا لإسرائيل، وعندما عاد لمنزله ومعه الكثير من الهدايا لزوجته وأولاده، فرحت انشراح موسى وسألته عن النقود ومن أين أتى بها فهمس لها بأنه قام بإرشاد اليهود عن مخبأ فدائي مصري فكافأوه بـ1000 دولار، وعانقت زوجها بشدة، فقالت له كانوا سيمسكونه لا محالة إن عاجلًا أم آجلًا، فسألها في خبث ألا يعتبر ذلك خيانة؟ فغرت فاها وارتفع حاجباها في استنكار ودهشة وأجابته مستحيل كان غيرك سيبلغ عنه ويأخذ الـ1000 دولار أنت ما فعلت إلا الصح.
من أجل الدولارات.. انشراح موسى تساعد زوجها في التجسس على بلادها
ومن أجل الدولارات، ساعدت الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى مع زوجها في التجسس على بلادها، مما اضطرها لمضاجعة أحد رجل الموساد، لكن لم يدُم حلمها كثيرًا، وفي 24 أغسطس عام 1974 عادت لمطار القاهرة الدولي قادمة من روما، وعندما دخلت بيتها كان رجال المخابرات ينتظرونها بعد أن وصلوا لزوجها عبر محاولته لإرسال أولى برقياته لرؤسائه في إسرائيل.
ونجحت المخابرات المصرية، من التقاط الذبذبات من خلال اختراع «سوفيتي حينذاك»، وعندما عادت لبيتها وجدت رجال المخابرات في انتظارها فوقفت بلا حركة وفي حالة ذهول، وتبولت على نفسها عندما تقدم أحدهم ورحب بها بقوله «حمدلله على السلامة يا مدام دينا»، في أواخر فترة الثمانينات استضافت الإذاعة الإسرائيلية سيدة اسمها (دينا بن ديفيد)، وقد صرحت السيدة بأنها فخورة بما قدمت لإسرائيل وللشعب الاسرائيلي، هذه السيدة انشراح موسى.
وقامت صحيفة يديعوت أحرونوت اليهودية، عام 1989، بنشر خبر عن الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى وأبنائها مؤكدة أن انشراح تقيم الآن مع 2 من أبنائها وسط دولة إسرائيل وهما محمد وعادل، وذلك بعدما غيرت أسمائهم إلى حاييم ورافي، ولكن نجلها الأكبر نبيل اختار اسم يوشي».
وأكدت الصحيفة، أن الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى تعمل في دورة مياه للسيدات بمدينة حيفا، لكنها ترغب بشدة في العودة مجددًا للعمل كجاسوسة لإسرائيل في مصر، ويعمل نجلها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع، أما الابن الأكبر فلم يتحمل الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجته اليهودية لكندا، حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس هناك.
وصدر حكمًا بإعدام الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى شنقًا، في 25 نوفمبر 1974، والسجن 5 سنوات لنجلها الأكبر «نبيل»، والتحفظ على نجليها محمد وعادل لمحكمة الأحداث.
تم الإفراج عن انشراح موسى وأبنائها في صفقة تبادل بين الجانب المصري والإسرائيلي مطلع عام 1976 بعدما قضت 17 شهرا منتظرة تنفيذ حكم الاعدام وتم تنفيذ حكم الإعدام في الجاسوس إبراهيم سعيد شاهين في صباح يوم 16 يناير عام 1977″.
وختم قائلا: “عاشت في تل أبيب ذليلة تمتهن أوضع المهن واعتنقت مع أبنائها الديانة اليهودية وتوفيت منذ أيام عن عمر يناهز 85 عاما ودفنت في إسرائيل.. رحلت الجاسوسة انشراح موسى بلا وطن يعرفها ولا دين تدين به وأرض . الي مزبلة التاريخ .
