العالممنوعات

أسير حربٍ عراقي يُواسي ابنه

محمد عبدالرحمن

١٦ نوفمبر ٢٠٢٥

 

أسير حربٍ عراقي يُواسي ابنه البالغ من العمر أربع سنوات في مدينة النجف بالعراق، 31 مارس 2003 – فازت الصورة بجائزة بوليتزر.

 

تُصوِّر الصورة أسيرًا عراقيًا يجلس على الأرض، وقد غُطِّي رأسه بغطاءٍ أسود، بينما يمد يده برفقٍ ليُغطّي بها عينيّ طفله الصغير، ويجلس الصبي حافي القدمين، خائفًا، مُلتصقًا بحِجر والده وسط أسلاكٍ شائكة تلتف حولهما.

 

في مارس عام 2003، تقدّمت القوات الأمريكية إلى داخل العراق تحت ذريعة تفكيك أسلحة الدمار الشامل، وتحوّلت مدنٌ مثل النجف إلى ساحات قتالٍ ضارية عانى فيها الجانبان خسائر فادحة، أمّا المدنيّون، فكان نصيبهم الفوضى والتشرّد والفقد، في هذه اللقطة، تكشف حركة الأب وهو يُغطي عيني طفله — ليحميه من مشهد أسره — عن بُعدٍ إنسانيٍّ يتجاوز السياسة والأيديولوجيا، حيث إنّها لحظة حبٍّ وعجزٍ في مكانٍ تسيطر عليه القسوة والعنف.

 

كان الغطاء الأسود إجراءً اعتياديًا يُستخدم مع الأسرى لتشويشهم ونزع هويتهم، ومع ذلك، فإنَّ وجود الطفل في الصورة اخترق هذا التجريد القاسي، ليذكّر المُشاهد بأنّ وراء كل أسير حربٍ إنسانًا له أسرة تنتظر عودته.

 

التُقطت الصورة بعدسة المصوّر الفرنسي جان-مارك بوجو (Jean-Marc Bouju) لوكالة أسوشيتد برس، وقد حازت على جائزة بوليتزر للتصوير المميّز (Feature Photography) عام 2004، لما جسّدته من صدقٍ إنسانيٍّ عميق عائلي وسط أهوال الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى