مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

السلام عليكم وصباح الخير،
السيد أيمن عبد الموجود، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي والوكيل الدائم للوزارة،
سعادة الدكتور ميشيل كواروني، سفير إيطاليا لدى جمهورية مصر العربية،
سعادة السيد ساشو بودليسنيك، سفير سلوفينيا لدى جمهورية مصر العربية،
السيدة يمنى خليل، مديرة مشروع “حصاد المستقبل لياسمين مصر” – منظمة العمل العادل،
أصحاب المعالي والسعادة، ممثلي البعثات الدبلوماسية، الزملاء من وكالات الأمم المتحدة الشقيقة، الشركاء، ممثلي وسائل الإعلام، السيدات والسادة الحضور الكرام،
صباح الخير.
بالنيابة عن منظمة العمل الدولية، أتقدم بخالص التعازي القلبية لمصر في أعقاب حادثة فقدان أرواح أبرياء التي شهدتها محافظة المنوفية، ولكل الأسر حول العالم التي فقدت أحبائها في حوادث مماثلة.
وفي الوقت الذي نشعر فيه بالألم، فإن اجتماعنا اليوم يعد دافعا للتأكيد على أهمية مواصلة عملنا بعزم وإلحاح. وهو يعكس مسؤوليتنا المشتركة في حماية كل طفل ودعم كل أسرة، ونحن نجتمع اليوم متحدين لنجدد التزامنا بتعزيز مستقبل آمن لكل طفل.
لقد تم إنجاز الكثير ولكن يجب علينا القيام بالمزيد من العمل لمكافحة عمل الأطفال على مستوى العالم وفي مصر. موضوع هذا العام “التقدم واضح، ولكن لا يزال أمامنا الكثير:فلنسرع الجهود!”، يأتي في الوقت المناسب ليؤكد على أن الهدف الذي التزمت به دول العالم عام 2015، وهو القضاء على عمل الأطفال ضمن الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة قد بلغ نهايته الزمنية دون أن يتحقق بالكامل.
ومع ذلك، هناك تقدم إيجابي وفقًا لتقرير مشترك صادر مؤخرا عن منظمة العمل الدولية واليونيسف بعنوان “عمل الأطفال: تقديرات عالمية لعام 2024، الاتجاهات والطريق إلى الأمام”. فقد انخفض عدد الأطفال العاملين عالميا بأكثر من 22 مليون طفل، كما انخفض عدد الأطفال المنخرطين في الأعمال الخطرة بأكثر من ٢٥ مليون طفل؛ وذلك بين عامي 2020 و2024. هذا التقدم مبشر، لاسيما بعد الارتفاع المسجل في الفترة بين 2016 إلى 2020 .
وقد شهدت جميع المناطق تحسنًا، ومع ذلك، إذا لم نسرع في العمل ونعمل معًا، فإننا نخاطر بإبطاء هذا التقدم. وستساهم هذه البيانات الجديدة في توجيه المناقشات المتعلقة بالسياسات وتعزيز الدعوة إلى التزامات واستثمارات جديدة.
الوقت الآن هو وقت المضي قدمًا لتسريع وتيرة التغيير.
على الصعيد الوطني، تواصل الحكومة المصرية التزامها بمكافحة عمل الأطفال من خلال نهج منسق ومتعدد القطاعات. وتقود اللجنة التوجيهية الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال حاليًا إعداد خطة عمل جديدة، استنادًا إلى خطة العمل الوطنية 2018-2025. بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، لضمان أن تظل حماية الأطفال جزءًا
أساسيًا من التنمية الشاملة.
وتتبنى منظمة العمل الدولية نهجًا متكاملًا لمكافحة عمل الأطفال في مصر، من خلال العمل على مستوى السياسات بالتعاون الثلاثي الأطراف لتحسين جمع البيانات، وتعزيز الأطر التشريعية، وزيادة الوعي العام بمخاطر عمل الأطفال. وعلى المستوى الميداني، تعمل المنظمة على تمكين الأسر اقتصاديًا ودعم إعادة تأهيل الأطفال وإعادة إدماجهم في التعليم.
2 / 2
ومن الخطوات المهمة قانون العمل المصري الجديد، الذي يتضمن أحكامًا متوافقة مع اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 138 و182، حيث تحظر المادة 64 الأعمال الخطرة والاستغلال وأي نشاط يعرض تعليم الطفل أو نموه أو سلامته للخطر. وفي الوقت نفسه، تعمل مصر على ترجمة هذا الإطار التشريعي إلى إجراءات عملية، حيث دعمت منظمة العمل الدولية بالتعاون مع الشركاء الوطنيين تطوير دليل توعية بعمل الأطفال للأخصائيين الاجتماعيين في الصفوف الأولى، كما أننا بصدد الانتهاء من مدونة سلوك لمساعدة أصحاب العمل على القضاء على عمل الأطفال في سلاسل التوريد.
ويعد توفير البيانات المحدثة ركيزة أساسية أخرى، ومن المقرر أن يطلق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قريبًا المسح الوطني لعمل الأطفال، وهو الأول منذ أكثر من عشر سنوات، لتوفير بيانات دقيقة تدعم الجهود الوطنية وتحسن من التخطيط وقياس التقدم.
وأفخر بأن منظمة العمل الدولية لديها الآن محفظة متنامية من المشاريع التي تستهدف مكافحة عمل الأطفال في مصر، بما في ذلك مشروع مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في الصناعات الصغيرة وفي الشوارع (ETEL من خلال دعم تنفيذ الخطة الوطنية في مصر (ETEL Egypt)، و أكسل مصر ACCEL Egypt – حصاد المستقبل، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر بالإضافة إلى أكسل أفريقيا ACCEL Africa ، الذي اختتم أعماله بعد سنوات من الإنجازات المؤثرة.
ومن خلال هذه المشاريع، تم دعم آلاف الأطفال للعودة إلى المدارس، واكتسبت الأسر – ولا سيما النساء – على فرص دخل جديدة من خلال برامج التدريب وريادة الأعمال. وقد تحسنت ظروف العمل في القطاعات الأولى بالدعم من الزراعة إلى الصناعات الصغيرة. واليوم، ستشاهدون بعض من هذه القصص الملهمة في الفيلم الوثائقي والعرض المسرحي، حيث يبتسم الأطفال على خشبة المسرح بعد أن عادوا من بيئة العمل إلى مقاعد الدراسة، حيث ينتمون بالفعل.
وقد تحققت هذه الإنجازات بفضل الشراكات القوية مع الشركاء التنمية الوطنيين والدوليين. ونحن فخورون اليوم بإطلاق شراكات جديدة مع بنك مصر لتعزيز الشمول المالي للأسر الأولى بالرعاية ومعالجة الدوافع الاقتصادية لعمل الأطفال، ومع سفارة سلوفينيا لدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر من خلال الأنشطة المدرة للدخل والصديقة للبيئة والمراعية للنوع الاجتماعي لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بين الفتيات والفتيان.
ونتوجه بالشكر إلى شركائنا في التنمية؛ حكومة إيطاليا من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، وحكومة هولندا، وحكومة سلوفينيا، ومنظمة العمل العادل (FLA). لقد ساعدت شراكاتكم في تحويل الرؤية إلى واقع.
وبالنيابة عن منظمة العمل الدولية، أؤكد التزامنا الراسخ بدعم مصر في تحقيق رؤيتها 2030، بما يتماشى مع الهدفين 8.7 و16.2 من أهداف التنمية المستدامة. فلنواصل العمل بإلحاح، ونبني على التقدم المحقق، ونعمل معًا لضمان أن يكون كل طفل يلعب ويتعلم.
شكرًا لكم.