العالم

الغرب والشرق بين القيم والانحلال

بقلم /د. أيمن الرقب

عاش العالم على مدار ملايين السنين صراع بين الحضارات المختلفة ، وكل حضارة سعت لتطغوا على الحضارة التي تنافسها لتتسيد العالم ، وكان آخر أشكال هذا الصراع في العصر الحالي الصراع بين الرأسمالية والشيوعية أو الاشتراكية بحلتها الاخف ، الطرف الأول رأي بفلسفة سميث هي سيطرة رأس المال ،

وأنه الأهم في بناء الحضارات ، والرأي الاخر رأي ان الرأسمالية هي هدم للقيم وجعل الغاية تبرر الوسيلة ، وتبنى فكر لينين حول الشيوعية ورؤية ماركس المالية ، وبين هذا الصراع العلني

كان الصراع الأخلاقي ، كل طرف يريد أن ينشر أفكاره لتسود رؤيته، وتحت شعار الحريات والديموقراطيات ، بدأ نشر افكار هدامة للمجتمعات ورفع قيم الفرد وغرائزه على حسب اي قيم وأخلاق في المجتمع بحجة الديموقراطية وحقوق الإنسان وتصدر الغرب الرأسمالي هذا المشهد لتفكيك الإمبراطورية المنافسة بحجة أنها دكتاتورية وتقتل الحريات الفردية وتنشر الفقر داخل المجتمعات ، الغرب كان يتباهى بتطور المصانع والمطاعم ودور الازياء وصناعة السينما، و المولات التجارية الفخمة ،وينشر افكار المثلية والتحلل الأخلاقي داخل المجتمعات تحت حجة الحرية الفردية وغيرها من قيم تدعو لتفك المجتمع ، بعد صراع لم يدم كثير انهار المعسكر الشرقي في تسعينيات القرن الماضي وساد المعسكر الغربي ، الذي استغل التطور التكنولوجي ليتسلل لكل بين في العالم

، و اصبح العالم بسبب الشبكة العنكبوتية قرية صغيرة ، فبضغطة مفتاح تنتشر الأفكار عبر هذه الشبكة وتصل لأصغر شارع في العالم في ثواني .
لقد ارد الغرب أن تتحول التكنولوجيا آفة على المجتمعات ، وعوامل تفكيكها.
هذا لا يعني أننا ضد التطور التكنولوجي ، أو ضد الديموقراطية وحقوق الإنسان

، ولكن بالطبع كمجتمعات شرقية يحركنا الحفاظ على القيم ومنع انهيارها ، فالمثلية التي يتباهى بها الغرب كعنوان من عناوين الحرية الشخصية ، تهدم أساس المجتمع وعماده الأسرة و حتى الفاتيكان نتيجة سطوة المال لم تستطيع إدانة هذه الأفكار التي تتعارض من الطبيعة البشرية القويمة كما خلقها الله عز وجل عند خلق البشرية ، وخروج بعض رجال الدين لإدانة مثل هذه الأفكار كان بمثابة وضع السيف على رقابهم

، لان من يسيطر على العالم يريده طواعية بين مخالبه يحركه كما يشاء دون وازع أخلاقي أو ضمير.
هذه المرحلة تحتاج منا أن نبدأ بمجابهة هؤلاء من خلال استغلال شبكتهم التي نصبوها لصيد المجتمع وتدمير القيم والأخلاق السوية ، ونشر العديد من الأفكار الهدامة .
لقد كشف الأحداث الأخيرة في المنطقة زيف الديموقراطية وحقوق الإنسان خاصة أن هذه الدول صمتت عندما قام الاحتلال الإسرائيلي بإبادة الشعب الفلسطيني وقتل الإنسانية جمعاء في زمن الحضارة والتكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى