
محمد عبدالرحمن
١ نوفمبر ٢٠٢٥
الحكاية بدأت يوم الثلاثاء 28 أكتوبر لما أم لطفلين رايحة تزور جوزها المحجوز داخل قسم العمرانية في محافظة الجيزة
ومعاها ابنها البكري سيد محمد طفل عمره 3 سنوات فضل شبطان في أمه يعيط عشان يروح معاها وهو رايح لقدره المجهول
للأسف طريقة القسم في التعنت وأسلوب التعامل مع أهالي المحجوزين بتخلي الزيارة أشبه بالجحيم كأنه جزء من عقاب المتهم اللي المفروض القانون بيكفل لهم المعاملة الآدمية والاحترام
مسافة ثواني فقط والأم داخل القسم الواد غاب فيها عن عينيها سمعت صرخته
ثواني فصلت بين الحياة والموت
الأم تبص حواليها تشوف فين ابنها لا حس له ولا خبر ولا أثر
واللي يقولها ابنك مش هنا دوري عليه بره القسم
وهي متأكدة إن ابنها ماخرجش بره القسم قالتلهم: لأ ابني ماخرجش ابني وقع في البلاعة
كل الموجودين داخل القسم تعاملوا بمنتهى اللامبالاة وعدم الشعور بخوف أم على ابنها فجأة اختفى مش لاقياه وماحدش مهتم
الأم تصرخ فيهم عاوزة ابني
يقولولها ابنك مش هنا
طب شوفوا الكاميرات
يكدبوا ويقولولها الكاميرات مش شغالة
بتترجاهم وتستنجد بيهم لكن لا نخوة ولا دم ولا إحساس بالمسئولية تجاه روح بريئة
طفل عمره 3 سنوات مش مكلف خاطرك تدور مع الأم وتبحث الكاميرات باهتمام أو تدور داخل البلاعة يمكن تبرد قلبها المقهور على اختفاء ابنها وتوصل لمكانه
قلب الأم كان متأكد إن ابنها ما زال داخل القسم وأول عينها ما جت على البلاعة اللي عليها حتة خشبة قالتلهم ابني وقع في البلاعة دي!!
بلاعة مفتوحة بلا غطاء أو تأمين داخل قسم شرطة؟؟؟؟؟؟
يقولولها البلاعة مش عميقة عشان يقع فيها ويختفي
للأسف مستمرين في اللامبالاة والبرود
وبعد مرور حوالي ساعتين من الاستجداء والاستغاثات والإهانات وأسوأ معاملة وبعد ما الأهالي أمام القسم بدأوا يتعاطفوا مع الأم المكلومة اللي هتموت من خوفها على ابنها
تم فحص الكاميرات اللي رصدت سقوط الطفل صاحب الثلاث سنوات داخل البلاعة في لمح البصر
بلاعة عميقة داخل قسم شرطة العمرانية وفيها مواسير وطرنش متروكة بلا غطاء وبلا تأمين
مجرد قطعة أبلكاش محطوطة عليها بمجرد ما أقدام طفل صغير داست عليها تأرجحت بيه وسقط داخل البلاعة ولم يشعر به أحد سوى أمه اللي من أول ثانية كانت حاسة إن ابنها وقع في البلاعة واللي جوه القسم بيكدبوها وينكروا
سابوه يموت من الخوف والضلمة والوحدة والوحشة كأنه وقع داخل قبره بالحيا
الطفل مات بالإهمال قبل ما يموت من السقوط في البلاعة
الطفل مات باللامبالاة وانعدام الرحمة والإنسانية قبل ما يموت من العجز عن التصرف أو الصراخ أو الاستغاثة بلا حول له ولا قوة
اللي مات دا إنسان أيا كان هو ابن مين ولا مين أبوه ولا مين أهله هو إنسان بريء مالوش ذنب في أي شيء غير إنه وقع ضحية انعدام الإنسانية في قلوب مفترض إنها في خدمة الشعب والوطن وبتحس بآلام الناس وبتحميهم وترفق بهم
حتى بعد اكتشاف مكان الجثمان تحفظوا على الجثة وتعرض أهالي الطفل لأبشع طرق المعاملة اللاإنسانية وغير الكريمة والمنعدمة من الإحساس بحرقة قلوبهم وحزنهم على ابنهم الطفل اللي مات بالقسوة دي
دلوقتي الموضوع في النيابة وحق الطفل سيد لازم يرجع
وكل الفيديوهات محرزة في النيابة قيد الفحص والتحقيقات
وكل أهالي العمرانية مش هيرتاحوا إلا لما حق الولد دا يرجع
مافيش تنازل هيرجع حق اللي مات
مافيش أي مساومات هتبرد قلب الأم اللي ماتت ألف مرة طوال ساعات البحث عن ابنها
البلد فيه قانون والقانون لازم يطبق على الكبير زي ما بيطبق على الصغير والغلابة
كل مسئول لازم يتحاسب على تقصيره وإهماله وكل من أخطأ ياخد جزاءه
خلوا بالكم على ولادكم وحافظوا عليهم واحموهم كويس حتى لو كنتم في مكان مفترض إنه على أعلى مستويات التأمين والأمان عشان للأسف اللي بنشوفه دا خطر على ولادنا كلنا وحسبنا الله ونعم الوكيل
الطفل مات بسبب إهمال جسيم من قسم العمرانية في الجيزة والقانون لازم ياخد مجراه


