العالممصر النهاردةمنوعات

الأسلحة الفاسدة التي تسببت في هزيمة حرب فلسطين طلعت مش فاسدة!!!

محمد عبدالرحمن

٨ نوفمبر ٢٠٢٥

 

علمونا في المدارس إن الأسلحة الفاسدة كانت سبب الهزيمة في حرب 48..

ولو سألت مدرس التاريخ: يعني إيه أسلحة فاسدة؟

يقولك: تيجي تضرب الرصاص ييجي فيك!

ولما كبرنا، شفنا الموضوع في فيلم “رد قلبي”.

لكن: هل فيه حاجة اسمها “أسلحة فاسدة” فعلًا؟

 

بعد قرار تقسيم فلسطين، قرر الملك فاروق يدخل الحرب مع إسرائيل.

لكن الجيش المصري مكنش عنده سلاح كفاية في المخازن، وعشان كده اتكونت لجنة اسمها “لجنة احتياجات الجيش”.

 

واللجنة دي كانت مسئولة عن شراء السلاح في أسرع وقت ومن أي مصدر، خصوصًا إن مجلس الأمن أصدر قرارًا بمنع بيع السلاح للأطراف اللي بتحارب على أرض فلسطين، يعني العرب واليهود.

وعشان كده اللجنة بقت تشتري السلاح من الباطن، عن طريق سماسرة وشركات وعملاء أجانب، وتبعتها للجنود في فلسطين.

المهم، تمر الأيام والعرب اتهزموا في حرب 48، وبقى الكل يسأل: إزاي ده حصل؟

 

بس محدش كان عارف الإجابة.

لحد يوم 20 يونيو سنة 1950، لما إحسان عبد القدوس كتب في مجلة “روز اليوسف” عن موضوع الأسلحة الفاسدة لأول مرة.

والدنيا اتقلبت على مستوى الشارع والبرلمان والقصر، وفضل إحسان عبد القدوس شغال على الموضوع، والناس تقرأ وتعيط على ولادها اللي ماتوا وتسب في الملك ورجالته!

 

ولما الأزمة كبرت، وزير الحربية وقتها، مصطفى نصرت، قدم بلاغ للنائب العام للتحقيق في المكتوب.

وابتدى النائب العام يحقق مع كل اللي ليهم صلة بالموضوع، وظهر تقرير من ديوان المحاسبة قال إن فيه مخالفات مالية ضخمة في صفقات الأسلحة.

 

يعني سلاح فاسد وغالي كمان؟!

وفي وسط التحقيقات قامت حركة 23 يوليو، وطبعا الضباط الأحرار أول حاجة اهتموا بيها كانت التحقيق في قضية الأسلحة الفاسدة.

وهنا بقى ظهرت المفاجأة الكبيرة…

في 10 يونيو 1953، حكمت المحكمة ببراءة كل المتهمين في القضية من التهم المنسوبة ليهم،ما عدا اثنين اتحكم على كل واحد فيهم بغرامة 100 جنيه، وهما: القائمقام عبد الغفار عثمان، والبكباشي حسين مصطفى منصور.

 

طب ليه كل المتهمين خدوا براءة؟

عشان التحقيقات أثبتت إن الأسلحة مكنتش فاسدة ولا حاجة، وكل الضباط والجنود اللي المحكمة استدعتهم للشهادة قالوا إن الأسلحة كانت عادية، يعني لا بتضرب لورا ولا أي كلام من ده.

وكمان الخبراء اللي النيابة والمحكمة خدوا رأيهم، قالوا إن نوع السلاح مكنش ليه أي تأثير على نتيجة الحرب.

يا خبر أسود!

 

أومال إيه قصة الأسلحة الفاسدة؟

اتضح إن الأسلحة مكانتش فاسدة في نوعها، لا لا..

الفساد كان في الطريقة اللي اشتروها بيها، والمبالغ الكتير اللي اندفعت فيها أكتر من تمنها، والسمسرة اللي حصلت وقت الشراء.

والتحقيق بيّن إن اللجنة المختصة — وبسبب حظر التسليح الدولي وإن مفيش وقت — اشترت السلاح اللي جه قدامها، ومنه سلاح من مخلفات الحرب العالمية التانية، اشترته مصر من مخازن الجيش الإيطالي بسبب العلاقة القوية بين الملك فاروق وإيطاليا وقتها.

طب كل الكلام ده جه منين؟

 

بعض الضباط الأحرار هما اللي سربوا الكذبة دي لإحسان عبد القدوس،

ولما قامت “23 يوليو” كانت الخطة الأساسية هي تشويه الملك وكل ما يخص عصره.

ومن هنا فضلوا ينفخوا في موضوع الأسلحة الفاسدة لحد ما بقى من المسلّمات في تاريخنا.

لكن العجيب إن من أوائل الناس اللي سجنهم عبد الناصر كان إحسان عبد القدوس.

وبالمناسبة، الفريق سعد الشاذلي قال، في شهادته عن حرب ٤٨، إن الجنود فشلوا في استعمال القنابل فاعتبروها فاسدة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى