محمد عبدالرحمن
٥ نوفمبر ٢٠٢٥
فى عصر الأسرة 21 اتولدت فى الأقصر حركة فنية جديدة اتعرفت بأسلوبها الفنى الفريد اللى بيدمج بعض رموز الكتب الشمسية المسجلة فى مقابر وادى الملوك داخل مناظر كتاب الخروج للنهار .
البرديات اللى نتجت من عملية الدمج دى بيُطلَق عليها اسم “البرديات الميثولوجية” 🧐 .
فى واحدة من أجمل البرديات الميثولوجية صوّر لنا الفنان المصرى رمانة ميزان القلوب فى الآخرة و هى متعلقة فى حبل على هيئة سلسلة مكونة من 7 حلقات . المشهد بيصوّر أنوبيس و هو بيظبُط رمانة الميزان عشان يوزِن قلب السيدة “نِستا نِبِت إيشرو” اللى عاشت فى عصر الأسرة 21 (البردية معروضة فى المتحف البريطانى) .
رمانة الميزان نفسها على شكل قلب , و الحبل اللى ماسكها عبارة عن نسخة من حبل الزمن اللى ظهر فى كتب العالم الآخر الشمسية .
العقل المصرى كان بيتخيّل الزمن فى شكل حبل مكون من سلسلة لانهائية من الحلقات المتتالية ؛ كل حلقة عبارة من نسخة مكررة من الحلقة السابقة . الحبل ده ظهر فى الساعة التامنة من كتاب البوابات
و كان بيرمز لكيان غامض اسمه “عِقِن” (رب حلقات الزمن) ⏱🪢 .
النَص المُصاحب للمشهد بيقول إن رع أثناء ارتحاله فى العالم الآخر بيوصل لمكان سرى بتتولد فيه الساعات , و هناك بيقابل “عِقِن” (رب حلقات الزمن) اللى بيبتلع حبل الزمن و بعدها بيتم تقييده بنفس الحبل . حراس حلقات الزمن بيخاطبوا رع و يقولوا له إن “عِقِن” أصبح مقيداً بحبل الزمن و إن ساعاته (وحدات الزمن) تنتمى إلى خالق النور (رع) ☀️ .
الفنان اللى صوّر مشهد وزن قلب السيدة “نِستا نِبِت إيشرو” استعار شكل حبل الزمن من كتاب البوابات و دمجه داخل عملية وزن القلب بطريقة بديعة منحت الميزان معانى فلسفية جديدة . هنا الزمن دخل كعامل مؤثر فى تحديد مصير الروح فى الآخرة من خلال حلقاته السبعة ؛ و ده عدد قمرى بامتياز 🌙 .
القمر هو الجُرم السماوى المُهيمِن على النوم و عالم الأحلام (العقل الباطن/اللاوعى) و دورة حياته ماشية بإيقاع مُنتظم بيحكمه العدد 7 و مُضاعفاته (7 / 14 / 21 / 28) . الأعداد دى ارتبطت بأوزير بشكل خاص , عشان كده بنلاحظ مثلاً إن عدد البوابات الأوزيرية فى الـ “دوات” (العالم الآخر) هو 7 بوابات أو أضعاف العدد ده (14 , 21) .
الحلقات اللى شايلة رمانة الميزان فى بردية السيدة “نِستا نِبِت إيشرو” عددها 7 لأن حدث وزن القلب يقع فى ملكوت أوزير (الليل / النوم / الموت / اللاوعى) 🌚 .
وزن القلب و تحديد مصير الروح لا يحدث أبداً فى النهار , لأن وعى اليقظة ليس لديه القُدرة على كشف خبايا النفس الإنسانية و لا يستطيع أن يسبِر أغوار القلب ❤️ .
معرفة خبايا النفوس تحدث فقط فى قلب الليل , أو فى العالم الآخر (ملكوت أوزير) 💚 .
